17 - 07 - 2024

وزير الشئون الدينية التونسي أحمد عظوم  لـ "المشهد": الخطبة الموحدة مناهضة للحريات

وزير الشئون الدينية التونسي أحمد عظوم  لـ

مواجهة التطرف تأتي بتنشئة الأطفال

الكتاتيب العصرية والتعامل مع الفضاء الإلكتروني لتنمية مهارات الطفل وتعليمه أصول دينه


قال المستشار أحمد عظوم وزير الشئون الدينية في تونس، إنه يجب علينا تحصين الطفل بعد الأسرة، عن طريق الكتاتيب، وبطريقة عصرية وتعليمهم كيفية التعامل مع الفضاء الإلكتروني، لافتا إلى أن هناك دور كبير على العلماء والمفكرين ورجال الدين ومنظمات التعليم والتنشئة الاجتماعية والمجتمع المدني للعمل في منظومة متناسقة للتصدي للفكر المتطرف، مؤكدا أن المجتمعات والشعوب والمجتمع المدني ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها تلعب دورا مهما في التصدي للارهاب.
وأكد في تصريحات خاصة لـ«المشهد»، إن هناك دوراً كبيراً على العلماء والمفكرين ورجال الدين ومنظمات التعليم والتنشئة الاجتماعية والمجتمع المدني للعمل في منظومة متناسقة للتصدي للفكر المتطرف البعيد عن تعاليم الإسلام السمحة، ومكافحة الإرهاب دور مختلف المجتمعات والشعوب والمجتمع المدني ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها، والمتغيرات الحالية تستوجب تعديل المناهج وتركيزها على ثقافة دحر الإرهاب والتوعية من مخاطرها الاقتصادية والسياسية والفكرية والدينية، ومخاطبة الشباب تحتاج لوقت وجهد كبير، وعلينا الآن البدء من الأجيال من مرحلة الطفولة في سنوات التنشئة الأولى وتعليمهم أصول الدين الوسطي.

وكشف عظوم عن خطة تونس لحماية الأطفال من الأفكار المتطرفة، وهي عن  طريق الكتاتيب العصرية وتعليمهم كيفية التعامل مع الفضاء الإلكتروني وتعليمهم كيفية اللعب، لافتًا إلي أن الرسول صل الله عليه وسلم قال "علموا الأطفال وهم يلعبون" وأن هناك أفكار كثيرة لم تتطلب إمكانيات ولكنها تعمل على تنمية مهارات الطفل وتعليمهم أصول دينهم منذ صغرهم، لذلك يجب تعزيز وتنظيم كافة الكتاتيب المتطورة وليس القديم التي كانت تقام على "الحصير"، ويتم التعلم من خلالها السنة النبوية وتعاليم الإسلام الوسطي، وتفسير آيات الذكر الحكيم كما يجب أن تفسر؛ تحصين كافة الأطفال من الوقوع ضحية الفكر الإرهابي والمتطرف.

واعترض وزير الشئون الدينية على فكرة الخطبة الموحدة التي طبقتها وزارة الأوقاف المصرية قائلا:«نحن نؤمن بحرية الفكرة، وخطبة الجمعة مرتبطة بالناحية الشرعية والناحية الدستورية ، فمن الناحية الشرعية، فالإمام والخطيب خليفة الرسول فوق المنبر والرسول لم يؤثر عنه إنه سب أحد أو كفر أحد أو نعت أي انسانا، الرسول هو قدوتنا لذا الإمام هو خليفة الرسول، والإمام فوق المنبر يعيش واقعه، يحكي عن قيمة العمل واحترام الوقت والقيم الكونية، إذا الإمام تطرق إلى موضوعات سياسية يتم أخذ الإجراءات اللازمة ضده بحسب القانون، والخطبة لا تحدد هي في إطار الحرية، وتحديد مناهض للحرية، نحن نعول على الإمام حبه لوطنه ولدينه، وهي ثوابت لديه، وهو يجب يعيش عصره وواقع، والرسول أمرنا بالتيسير على المصلين في الحرم ملايين من المصلين والإمام هو عليه ضبط المصليين، تحديد الخطبة ليس في صالح الدعوة او أجبارًأ أو قانونًا، أحيانا تتجاوز الخطبة نص ساعة ، فالإمام عينة ميزان، وله رؤية ويضع كل شئ في عين الاعتبار».

وعن محاربة  الدول العربية للإرهاب وقوى الشر قال إن المجتمعات والشعوب والمجتمع المدني ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها تلعب دورا مختلفا في مكافحة الإرهاب، مؤكدًا أن الإعلام في المجتمعات له دور ريادي في تلك القضية، ومصر لديها تجربة في التصدي للإرهاب وتتحمل تبعاته نيابة عن العالم، بالعمليات الناجحة للقوات المسلحة والشرطة المصرية لمحاصرة الإرهاب وتجفيف منابعه، وتونس أيضا مرت بمرحلة صعبة خلال الفترة الماضية، ولكن بتضافر أبناء الشعب التونسي، وقوات الأمن و قوات الجيش الوطني، استطاعت تونس الاستقلال بمساعدات معنوية من بعض الدول.

وأكد أن الدين والإسلام بني على الاعتدال والرحمة والاجتهاد والوسطية والسماحة، وكل زمان له قول وعمل، دون الخروج عن سياق الدين والحكم الفقهي، ولابد أن يكون على حسب الواقع الذي نعيشه، أزهى عصور في أشد نحن في أشد الحاجة إلى ونحن في أشد الحاجة هذه الأيام إلى علماء أمثال، الإمام أبو حنيفة وأحمد بن حنبل، والمُخاطب اليوم ليس هو مخاطب الأمس، الأئمة هو مخاطب للفضاء الإلكتروني، الخطاب الديني يجدد في اتجاهين، الأول المضموني هو العمق، والإحصائيات الرسمية التونسية تؤكد بالإجماع أن الشباب يستقطب عن طريق الإنترنت عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، فلا من مقاومة الظاهرة بالظاهرة، وثانيا الجانب الشكلي

وعن تجربة تونس في السيطرة على المساجد قال إنه في  آخر عامين وضعت المساجد تحت السيطرة من قبل الدولة، وتحدث احيانًأ بعض الإنحرافات من قبل البعض، ولكنه على الفور يخضع المتجاوز للمسألة القانونية، فالإمام في المسجد يؤدي عمله على أكمل وجه، وأن أنزلق عن المألوف نحن في الوزارة لا نعطي للإمام توصية أو تعليمات، الإمام لديه الشرع والدستور، والشأن القانوني يضمن للدولة سيطرتها على المساجد، وهناك ضبط قانوني ودستوري، هو راعي للدين المساجد، ودستورنا يحث على الاعتدال والوسطية والتسامح، ولا يوجد من يعتلي المساجد من الأهالي.